للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الرابعة والسبعون: وقفات مع سورة الفيل]

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ:

فإن الله أنزل القرآن الكريم لتدبره والعمل به، فقال سبحانه: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} [محمد: ٢٤]. ومن سور القرآن الكريم التي تتكرر على أسماعنا ونحن بحاجة إلى تدبرها ومعرفة ما فيها من الحكم والفوائد الجليلة سورة الفيل.

قَالَ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيل (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيل (٣) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيل (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّاكُول (٥)} [الفيل: ١ - ٥].

قَولُهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل (١)} قال ابن كثير رحمه الله: «هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود فأبادهم الله، وأرغم أنافهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشر خيبة، وكانوا قومًا نصارى وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالًا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان، ولكن كان هذا من باب الإِرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال ولسان حال القدر يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>