للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثامنة والثمانون: الإيمان بالملائكة عليهم السلام]

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ:

فمن عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالملائكة وهو ركن من أركان الإيمان الستة، والملائكة عالم مخلوقون من نور، روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ» (١).

والملائكة عباد الله، مكلفون بالعبادة، وهم خاضعون لله أتم الخضوع، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، فنؤمن بأسماء من علمنا بأسمائهم ونؤمن بوظائف من علمنا بوظائفهم، وهم أجساد، بعضهم له جناحان وبعضهم له ثلاث، وأربعة، وأكثر من ذلك، خلافًا لمن قال: إنهم أرواح.

قَالَ تَعَالَى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير (١)} [فاطر: ١]. وفي الصحيحين مِن حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه:


(١) «صحيح مسلم» (برقم ٢٩٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>