للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان بعكس هذه الصفات فليس من أولياء الله، وليست ولايته رحمانية بل شيطانية، وكراماته من تلبيس الشيطان عليه وعلى الناس. وليس هذا بغريب ولا مستنكر، فكثير من الناس من يكون مخدومًا بخادم من الجن أو أكثر فيخدمونه في تحصيل ما يشتهيه وربما كان محرمًا من المحرمات، والمعيار الذي لا يزيغ، والميزان الذي لا يجور هو ميزان الكتاب والسنة، فمن كان متبعًا لهما معتمدًا عليهما فكراماته وجميع أحواله رحمانية، ومن لم يتمسك بهما ولم يقف عند حدودهما فأحواله شيطانية (١).

[والناس في الولاية على درجات ثلاثة]

قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢)} [سورة فاطر، آية رقم: ٣٢]، فكل صنف من هؤلاء الأصناف معه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وأما الولاية الخاصة، فهي القيام لله بجميع حقوقه وإيثاره على ما كل سواه في جميع الأحوال، حتى تصير مراضي الله ومحابه هي همة ومتعلق خواطره، يصبح ويمسي وهمه مرضاة ربه وإن سخط الخلق» (٢).


(١). قطر الولي للشوكاني - رحمه الله - (ص ٢٥٦) بتصرف.
(٢). بدائع الفوائد (٣/ ١٠١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>