الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..
فمن مقاصد الشرع العظيمة تكاتف المسلمين، ومواساتهم لبعضهم البعض، ولذلك شرع للمسلم أن يعزي أخاه المسلم بمصابه، والتعزية هي: الأمر بالصبر والحث عليه، والدعاء للميت والمصاب.
من الأدلة على مشروعيتها العمومات التي تحث المسلم على إعانة أخيه، وبذل المعروف له، وتفريج كربته، قال النووي -رحمه الله-: «وهي مستحبة، فإنها مشتملة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي أيضًا داخلة في قوله:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة: ٢]. وهذا من أحسن ما يستدل به في التعزية»(١)؛ ولأن التعزية مواساة له وجبر لمصيبته، وتخفيف عنه.
ومن الأدلة الخاصة في ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث معاوية بن قرة عن أبيه -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأتِي النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَتُحِبُّهُ؟ » فَقَالَ: يَا