للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة الخامسة والعشرون

المزاح - مشروعيته وآثاره

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..

فمن الأمور التي أباحها الشرع الحنيف، وفيها متعة وانبساط، مزاح المسلم مع إخوانه، وإدخال السرور عليهم، قال الزبيدي: «المزاح هو المباسطة إلى الغير على جهة التلطف والاستعطاف، وقد قال الأئمة: الإكثار منه والخروج عن الحد مخل بالمروءة والوقار، والتنزه عنه بالمرة والتقبض مخل بالسُّنة، والسيرة النبوية المأمور باتباعها، والاقتداء، وخير الأمور أوسطها» (١).

ومن الأدلة على مشروعيته ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ- قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا، وَكَانَ إِذَا


(١). تاج العروس (٧/ ٦٦) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>