للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطائف، فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَهُ عَدْلُ مُحَرَّرٍ (١)، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

قال أبو نجيح - رضي الله عنه -: فبلغت يومئذ ستة عشر سهمًا (٢).

ولما كان القتال تراشقًا بالسهام عن بعد، استخدم المسلمون «الدبابة» (٣)؛ ليحموا بها أنفسهم من السهام، حتى يصلوا إلى الحصن، فعندما رأتهم ثقيف، ألقت عليهم قطعًا من حديد محماة بالنار، فأحرقت الدبابة فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنبال، فقتلوا منهم رجالًا.

[إسلام عبيد من الطائف]

ثم نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر! فنزل إليه ثلاثة وعشرون رجلًا، فيهم: نفيع بن مسروح، تسور حصن الطائف وتدلى ببكرة مستديرة،


(١) المحرر: أي أجر من أعتق رقبة، انظر النهاية (١/ ٣٤٩).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم ١٧٠٢٢، والترمذي في سننه، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله برقم ١٧٣٣، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٣) الدبابة: آلة تتخذ من جلود وخشب يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه، وتقيهم ما يرمون به من فوقهم، انظر النهاية (٢/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>