للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة الثالثة والعشرون

أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم -

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..

فإن من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أكرمه الله بها كثرة الأسماء التي يُسمَّى بها، قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: ١٢٤]. «وأسماؤه عليه الصلاة والسلام كلها نعوت ليست أعلامًا محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال» (١).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جبير ابن مطعم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ» (٢).

قال السندي: «وكثرة الأسماء تدل على عِظَمِ المُسَمَّى،


(١). زاد المعاد لابن القيم (١/ ٨٤ - ٨٥).
(٢). صحيح البخاري برقم ٣٥٣٢، وصحيح مسلم برقم ٢٣٥٤ دون قوله: (لي خمسة).

<<  <  ج: ص:  >  >>