فهذه مقتطفات من سيرةِ عَلَمٍ من أعلام هذه الأمة، وبَطَلٍ من أبطالها وفَارِسٍ من فرسانها، ولد رحمه الله سنة (٥٣٢ هـ)، في تكريت في العراق، وكان خليقًا للإمارة، مهيبًا شجاعًا حازمًا، مجاهدًا كثير الغزو، عالي الهمة، إنه الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي أبو المظفر يوسف ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شادي ابن مروان بن يعقوب الدويني (١) ثم التكريتي المولد.
قال الذهبي: «كانت له همة في إقامة الجهاد، وإبادة الأضداد ما سمع بمثلها في دهر، وكانت له اليد البيضاء، ببذل الأموال، والخيل المثمنة لجنده، وله عقل جيد، وفهم، وحزم، وعزم، كان نور الدين زنكي قد أمره وبعثه في عسكره إلى مصر مع عمه أسد
(١) دَوِيْن: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء المثناة من تحت ساكنة وآخره نون. بلدة من نواحي أران في آخر حدود أذربيجان بقرب من تفليس. «معجم البلدان للحموي» (٤/ ٣٢٨).