أخرى متطابقة تمامًا مع هذه الآية، فقال سبحانه: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١٠)} [الأنعام]. فقوله تعالى:{كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي بسبب أنهم لم يؤمنوا به أول ما جاءهم، وهذا معنى الاستجابة في الآية السابقة، فكانت عقوبتهم {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ}، وفي الآية السابقة يقول تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}.
وقد ورد في السنة المطهرة كيفية الاستجابة لله ورسوله، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- قال: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: » أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}» (١).
وقد تضمنت الآيتان الكريمتان أن من سارع في قبول الحق عند سماعه سعد ونجا، ومن لم يستجب خسر وهلك، والأمثلة على ذلك كثيرة لكلا الفريقين.
فمن ذلك ما حصل للنبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أُسري به إلى السماء، وكذبته قريش، فكيف أُسري به من مكة إلى الشام ثم إلى السماء وعاد في ليلة واحدة، وهم يذهبون ويعودون في مدة شهرين؟ أما أبو بكر -رضي الله عنه- فعندما أُخبر الخبر صدَّقه دون تردد.
فقد روى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: