للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الخامسة والثمانون: تحريم الغناء]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: ٦].

صح عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما أنهما فسرا {لَهْوَ الحَدِيثِ}: بالغناء، وحلف ابن مسعود ثلاث مرات، فقال: «وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ، {لَهْوَ الحَدِيثِ}: هُوَ الْغِنَاءُ» (١).

وقال أيضًا: «الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الزَّرْعَ» (٢).

قال ابن القيم رحمه الله معلقاً على تفسير ابن مسعود وغيره للآية السابقة بأن المراد بها الغناء: فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل من كتابه فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول - صلى الله عليه وسلم - علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وُجد إليه سبيل (٣).

روى البخاري في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري: أن


(١) تفسير ابن كثير (١١/ ٤٦) طبع وزارة الشؤون الإسلامية.
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ٣٦٨).
(٣) إغاثة اللهفان (١/ ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>