[الكلمة الثامنة والستون: سيرة أبي عبيدة بن الجراح]
الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فهذه مقتطفات من سيرة علم من أعلام هذه الأمة وبطل من أبطالها صحابي جليل من أصحاب النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نقتبس من سيرته العطرة الدروس والعبر هذا الصحابي شهد المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فشهد بدراً وأُحداً والخندق وغيرها من معارك المسلمين الفاصلة، وكان من السابقين إلى الإسلام، فقد هاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة، وقد أبلى في معركة أحد بلاء عظيماً، فقد نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجه رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأسنانه حتى انتزعت ثنيتاه، وهو أمين هذه الأمة، وهو أحد الرجلين اللذين عينهما أبو بكر للخلافة يوم السقيفة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، فقد بشره النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالجنة وهو على قيد الحياة.
إنه فارس الإسلام أبو عبيدة عامر بن عبد اللَّه بن الجراح القرشي الفهري المكي وصفه أهل السير بأنه كان رجلاً طويلاً نحيفاً معروق الوجه، خفيف اللحية، أثرم الثنيتين، وقد اشتهر بحسن خلقه وتواضعه وحلمه.