للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على فضله ومكانته منها، ما رواه البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» (١).

وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي اللهُ عنه أن أهل اليمن قدموا على رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام قال فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: «هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ» (٢).

وكان أول مشهد شهده أبو عبيدة بن الجراح مع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معركة بدر وقاتل في هذه المعركة قتالاً شديداً.

وقال عمر يوماً لجلسائه: تمنوا فتمنوا فقال عمر: ولكني أتمنى بيتاً ممتلئاً رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح (٣).

ولما طُعن عمر وأشرف على الموت قيل له: أوص يا أمير المؤمنين قال: لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته (٤).

ومن مواقفه العظيمة التي تدل على شجاعته ونصرته لهذا الدين ما حصل منه من دفاع عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في معركة أحد فقد كان من النفر القلة الذين ثبتوا مع رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذه المعركة، ولما دخلت حلقات المغفر في وجه رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نزعها بأسنانه فسقطت ثنيتاه فما رُئِيَ هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة.


(١) ص: ٧١٤ برقم ٣٧٤٤، وصحيح مسلم ص: ٩٨٥ برقم ٢٤١٩.
(٢) ص: ٩٨٥ برقم ٢٤١٨
(٣) حلية الأولياء لأبي نعيم (١/ ١٠٢).
(٤) مسند الإمام احمد (١/ ٢٦٣) برقم (١٠٨)، وقال محققوه: حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>