للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة السادسة والعشرون

سيرة سلمان الفارسي - رضي الله عنه -

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..

فهذه مقتطفات من سيرة علم من أعلام هذه الأمة، صحابي جليل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، نقتبس من سيرته العطرة الدروس والعبر.

هذا الصحابي قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا (١) لَنَالَهُ رِجَالٌ -أَوْ رَجُلٌ- مِنْ هَؤُلاءِ» (٢). وفي رواية: «لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَذَهَبَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ فَارِس- أَوْ قَالَ: رِجَالٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسٍ- حَتَّى يَتَنَاوَلَهُ» (٣) (٤).

وكان لبيبًا حازمًا من عقلاء الرجال، وعبادهم، وزهادهم،


(١) الثريا: نجم معروف. النهاية ١/ ٢٠٥.
(٢) صحيح البخاري برقم ٤٨٩٧، وصحيح مسلم برقم ٢٥٤٦.
(٣) صحيح مسلم برقم ٢٥٤٦.
(٤) قال القرطبي: وقع ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيانًا، فإنه وجد منهم - أي أهل فارس - من اشتهر ذكره من حفاظ الآثار والعناية بها ما لم يشاركهم فيه كثير من أحد غيرهم. فتح الباري (٩/ ٦٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>