للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الرابعة والتسعون: وقفات مع أحداث غزة]

الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:

فلا يزال إخواننا في غزة يخوضون معارك عنيفة مع اليهود عليهم لعائن اللَّه المتتابعة إلى يوم القيامة، وهم يسطرون ملحمة من أعظم الملاحم في التاريخ، أحفاد خالد وسعد وطلحة والزبير وصلاح الدين الأيوبي.

وقد رأينا وسمعنا وقرأنا عن المآسي والقصص التي حدثت في غزة، ورأينا صور الجرحى والأشلاء الممزقة والإعاقات المستديمة، ورأينا البيوت وقد سويت بالأرض على أصحابها، والمساجد وقد هدمت على المصلين فيها، ورأينا الفساد والدمار والخراب الذي أحدثه اليهود في هذه المدينة، وصدق اللَّه حيث قال: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين (٦٤)} [المائدة].

مناظر يندى لها الجبين، وتتفطر منها القلوب، وتدمع لها العيون، مصائب عظيمة لو نزلت على الجبال لدكتها من هولها وعظمها، قال أبو البقاء الرندي:

فجائِعُ الدهرِ أنواعٌ مُنَوَّعَةٌ ... وللزمانِ مَسَرَّاتٌ وأحزانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>