للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثامنة والثلاثون: الرفقة الصالحة]

الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فإن الإنسان جُبِل على حب مخالطة الآخرين، وأن يتخذ له جليسًا يعينه على مصالحه في دنياه وأُخراه، والناس متفاوتون في دينهم وأخلاقهم؛ فمنهم الخيِّر الفاضل الذي يُنتفع بصحبته وصداقته، ومنهم السيِّاء الذي يتضرَّر بصداقته ومعاشرته.

ومصاحبة الصالحين خير وبركة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {الأَخِلَاّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَاّ الْمُتَّقِين (٦٧)} [الزخرف].

ومصاحبة جلساء السوء حسرة وندامة يوم القيامة، قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (٢٩)} [الفرقان].

روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ: كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً؛ وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>