الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد ..
روى الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَة، وسَتَفْتَرقُ هَذِهِ الأُمَّة عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً»، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا أَنَا عَليهِ وَأَصْحَابِي»(١).
فبيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن أمته ستفترق على فرق كثيرة كلها في النار، واستثنى واحدة، وهي ما كانت على المنهج الصحيح؛ وهو ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
ومن فرق الضلال التي خرجت على أمة الإسلام «الخوارج» وقد عانت منها الأمة منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا، وكان بداية خروجهم أن ذا الخويصرة لما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقْسِمُ قسمًا
(١). سنن الترمذي (٢٦٤١)، ومسند الإمام أحمد (١٤/ ١٤٢) برقم ٨٣٩٦، وسنن ابن ماجه برقم ٣٩٩٢، وصححه البوصيري والشيخ الألباني -رحمه الله- في الصحيحة برقم ١٤٩٢، ورقم ٢٠٣، ٢٠٤.