للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله! هذا كتابك لي (١)، أنا سراقة بن مالك بن جعشم.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَوْمُ وَفَاءٍ، وَبِرٍّ، ادْنُهْ».

قال سراقة - رضي الله عنه -: فدنوت منه، فأسلمت، ثم تذكرت شيئًا أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه فما أذكره، إلا أني قلت: يا رسول الله! الضالة من الإبل تغشى حياضي، وقد ملأتها لإبلي، هل لي من أجر في أن أسقيها؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى (٢) أَجْرٌ».

قال سراقة - رضي الله عنه -: ثم رجعت إلى قومي، فسقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقتي (٣).

[قسمة الغنائم بالجعرانة]

ثم قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة، فنزل بها، وأقام بها ثلاث عشرة ليلة لا يقسم الغنائم، يبتغي أن يقدم عليه وفد هوازن مسلمين،


(١) هذا الكتاب هو كتاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي أعطاه سراقة يوم الهجرة، وهو كتاب أمان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسراقة إن لم يخبر أحدًا بطريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الهجرة، وقد فعل - رضي الله عنه -، رواه البخاري في صحيحه برقم ٣٩٠٦.
(٢) كبد حرى: أي عطشى، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى أن في سقي كل ذي كبد حرى أجرًا، انظر النهاية (١/ ٣٥٠).
(٣) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ١٧٥٨١ مختصرًا، وابن إسحاق في السيرة (٢/ ٨٨)، وإسناده حسن كما قال محققو المسند، انظر حديث رقم ١٧٥٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>