الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فإن بِرَّ الوالدين من أعظم الفرائض والواجبات، ولذلك قَرَنَهُ الله بعبادته وحده لا شريك له، قال تعالى:{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[النساء: ٣٦]، وقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَاّ تَعْبُدُوا إِلَاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤)} [الإسراء: ٢٣ - ٢٤].
وأخبر النبي صلى اللهُ عليه وسلم أن بِرَّ الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله ابن مسعود رضي اللهُ عنه قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالَ:«الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قُلتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:«ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ»، قُلتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:«الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»(١).
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله ابن