الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..
«فلقد ذكر الله في كتابه العزيز قصة إبراهيم - عليه السلام - في مواضع عدة، لما فيها من الدروس والعبر. وإبراهيم بالسُريانية معناه: أب رحيم، واللهسبحانه وتعالى جعل إبراهيم الأب الثالث للعالم.
فإن أبانا الأول آدم - عليه السلام -، والأب الثاني نوح - عليه السلام -، وأهل الأرض كلهم من ذريته كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (٧٧)} [الصافات:٧٧]، وبهذا يتبين كذب المفترين من العجم الذين يزعمون أنهم لا يعرفون نوحًا - عليه السلام -، ولا ولده، ولا ينتسبون إليه، وينسبون ملوكهم من آدم إليهم، ولا يذكرون نوحًا - عليه السلام - في أنسابهم، وقد أكذبهم الله - عز وجل - في ذلك.
فالأب الثالث وعمود العالم، وإمام الحنفاء الذي اتخذه الله خليلًا، وجعل النبوة والكتاب في ذريته، ذاك خليل الرحمن،