للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الخامسة والخمسون: فضل العمرة وصفتها]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فقد وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل العمرة وأنها من مكفرات الذنوب، وأما وجوبها فقد اختلف أهل العلم في ذلك، ومن أدلة القائلين بالوجوب: ما رواه الإمام أحمد في مسنده وابن خزيمة في صحيحه من حديث عائشة رضي اللهُ عنها قالت: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ» (١).

قال ابن خزيمة: قوله في الحديث: «عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ» بيانٌ أن العمرة واجبة كالحج، إذ ظاهر قوله «عَلَيْهِنَّ» أنه واجب إذ غير جائز أن يقال: «على المرء ما هو تطوع غير واجب» (٢).

ومنها ما رواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث عمر ابن الخطاب رضي اللهُ عنه عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم في سؤال جبريل إياه عن الإسلام فقال: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،


(١) (٤٢/ ١٩٨) برقم ٢٥٣٢٢ وقال محققوه إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.
(٢) (صحيح ابن خزيمة (٤/ ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>