للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله - صلى الله عليه وسلم -: «وَثَوَابُ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدُ يَوْمَ بَدْرٍ»: يستحيل أن يكون يوم بدر هنا هو غزوة بدر الكبرى، لتقدم بدر الكبرى على أُحد بزمان طويل؛ لأن بدر الأولى في شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وكانت أُحد في السنة الثالثة والنصف من شوال، ولذلك قال علماؤنا إن يوم بدر في هذا الحديث هو يوم بدر الثاني، وكان من أمرها أن قريشًا لما أصابت في أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أصابت وأخذوا في الرجوع نادى أبو سفيان يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: موعدكم يوم بدر في العام المقبل، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه أن يجيبه بنعم، فلما كان العام المقبل - وهي السنة الرابعة من الهجرة - خرج في شعبان إلى بدر الثانية، فوصل إلى بدر، وأقام هناك ينتظر أبا سفيان، وخرج أبو سفيان في أهل مكة حتى بلغ عسفان، ثم إنهم غلبهم الخوف فرجعوا، واعتذروا بأن العام عام جدب، وكان عذرًا محتاجًا إلى عذر، فأخزى الله المشركين، ونصر المؤمنين، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يزل منصورًا، وبما يفتح الله عليه مسرورًا، إلى أن أظهر الله تعالى دينه على الأديان، وأخمد كلمة الكفر والطغيان.

[الرؤيا الثالثة]

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>