للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عسكره هناك، وفرض على أهلها الحصار (١)، وأشرفت ثقيف، وأقاموا يرمون المسلمين بالنبال والحجارة رميًا شديدًا، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراح، فاضطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرتفع بعسكره إلى مسجد الطائف اليوم، فعسكر هناك، وكان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه أم سلمة - رضي الله عنها -.

[قصة المخنث]

فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة - رضي الله عنها -، وعندها أخوها عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، ومُخنث (٢) يدعى هيتا (٣)، فسمعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول لعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة: يا عبد الله! إن فتح الله عليكم الطائف غدًا، فعليك بابنة (٤) غيلان (٥)، فإنها تُقبل بأربع، وتدبر بثمان (٦)، فقال


(١) اختلف في مدة الحصار الذي أقامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل الطائف، فعند موسى بن عقبة: أنها كانت بضعة عشرة ليلة، وفي رواية عروة بن الزبير، بضعًا وعشرون ليلة، وعند ابن إسحاق في السيرة (٤/ ١٣٤)، بضعًا وعشرون ليلة، وفي صحيح مسلم برقم ١٠٥٩: أنهم أقاموا عليهم أربعين ليلة.
(٢) قال الحافظ في الفتح (٩/ ٣٣٤ - ٣٣٥): المخنث: بكسر النون وبفتحها: هو من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك، فإن كان من أصل الخلقة، لم يكن عليه لوم، وعليه أن يتكلف إزالة ذلك، وإن كان بقصد منه وتكلف له فهو المذموم، ويطلق عليه اسم مخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعل.
(٣) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٤٤)، هيتًا: بكسر الهاء وسكون الياء.
(٤) اسمها: بادية، وقد أسلمت بعد ذلك والحمد لله، انظر الإصابة (٨/ ٤٥).
(٥) قال الحافظ في الفتح (٩/ ٣٣٥)، غيلان بفتح الغين، وهو ابن سلمة الثقفي، وهو الذي أسلم وتحته عشر نسوة، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يختار أربعًا.
(٦) معناه: أن أعكانها ينعطف بعضها على بعض، وهي في بطنها أربع طرائق، وتبلغ أطرافها إلى خاصرتها في كل جانب أربع، ولإرادة العُكن ذكر الأربع والثمان، وحاصله أنه وصفها بأنها مملوءة البدن بحيث يكون لبطنها عكن، وذلك لا يكون إلا للسمينة من النساء، انظر فتح الباري (٩/ ٣٣٥)، العُكن والأعكان: هي الأطواء في البطن من السمن. انظر لسان العرب (٩/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>