الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فإن الأعمار تُطوى، والأيام تنقضي، والعمر قصير، والأجل قريب، ولا يدري ابن آدم متى يأتيه الموت، قال الشاعر:
أشَابَ الصغيرُ وأفنَى الكبير ... مرور اللياليَ وَكرُّ العشي
إذا ليلةٌ هَرَمْت أُخْتَها ... أتَى بَعدَ ذلكَ يومٌ فتي
نَروحُ ونغدُو لحَاجَاتِنَا ... وحَاجَاتُ من عَاشَ لا تنقضي
تموتُ مع المرءِ حاجاتُهُ ... وتَبْقَى لهُ حاجةٌ ما بقي
والله سبحانه وتعالى حث عباده على التوبة قبل حلول الأجل، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[التحريم: ٨]. وقال تعالى:{وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: ٣١]. وقال تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: ١٣٥].
ودعا سبحانه جميع عباده إلى التوبة، فدعا إليها من قال: إن الله هو المسيح، ومن قال: إن الله ثالث ثلاثة، ومن قال: يد الله مغلولة، ومن ادعى لله الصاحبة والولد، فقال لهم جميعًا:{أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[المائدة: ٧٤].