قوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ... } أي خافت ورهبت، فأوجبت لهم خشية الله تعالى انكفافاً عن المحارم، فإن خوف الله أكبر علاماته أن يَحجِزَ صاحبه عن الذنوب.
قوله تعالى:{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع، ويُحضِرُونَ قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من أعمال القلوب؛ ولأنه لا بد أن يبين لهم معنًى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا نسوه، أو يُحدِثُ في قلوبهم رغبةً في الخير واشتياقاً إلى كرامة ربهم، أو وجلاً من العقوبات وازدجاراً من المعاصي، وكل هذا مما يزيد به الإيمان.