للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا الحمل الثقيل لتعاون الزوجين. وذلك بعكس ما لو تخلى أحدهما فإن الآخر سيقوم بحمله وحمل غيره، فيثقل عليه ذلك وربما عجز عنه فيقع الضرر ويحدث الفساد الذي نشاهد آثاره تزداد يومًا بعد يوم. وهذه الحقيقة هي التي فهمتها الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة - رضي الله عنها - لما ظاهر منها زوجها وجاءت تشتكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي مِنْهُ أَوْلَادًا؛ إِنْ ضُمَمْتُهُم إِلَيَّ جَاعُوا، وِإِنْ ضَمَّهُم إِلَيْهِ ضَاعُوا ... (١).

ففهمت - رضي الله عنها - أن تربية الأولاد والقيام عليهم لا يتم إلا بتعاون الزوجين، وأنها بدون ذلك - لفراق أو شقاق - يقع الضرر على الأولاد بالجوع والضياع. فإذا كان هذا في الزمن الأول الصالح، فكيف بنا اليوم؟! وقد أنزل الله تعالى في خولة وشكواها قرآنًا يُتلى، قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١)} [سورة المجادلة، آية رقم: ١].

[المقصد الثاني: (الخدمة)]

من مقاصد الرجل بالنكاح أن يتزوج امرأة تخدمه - والكلام


(١). هذه الرواية ذكرها البغوي في تفسيره الوسيط (٨/ ٤٧)، وأصل الحديث ثابت، أخرجه أحمد في مسنده من حديث عائشة - رضي الله عنها - (٤٠/ ٢٢٨) برقم (٢٤١٩٥)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>