للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة التاسعة والسبعون: وقفات مع سورة قريش]

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ:

فمن سور القرآن الكريم التي تتكرر على أسماعنا ونحن بحاجة إلى تدبرها ومعرفة ما فيها من الحكم والفوائد الجليلة سورة قريش، قَالَ تَعَالَى: {لإِيلَافِ قُرَيْش (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْف (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف (٤)} [قريش: ١ - ٤].

هذه السورة لها صلة بالسورة التي قبلها وهي سورة الفيل، إذ أن سورة الفيل بيان منة الله عزَّ وجلَّ على أهل مكة بما فعل بأصحاب الفيل الذين قصدوا مكة لهدم الكعبة، فبين الله في هذه السورة نعمة أخرى كبيرة على أهل مكة وهي رحلة الشتاء والصيف.

قوله: {لإِيلَافِ قُرَيْش} والإلف بمعنى الجمع والضم، ويراد به التجارة التي كانوا يقومون بها مرة في الشتاء، ومرة في الصيف، أما في الشتاء فيتجهون نحو اليمن للمحصولات الزراعية فيه، وأما في الصيف فيتجهون إلى الشام؛ لأن غالب تجارة الفواكه وغيرها تكون في هذا الوقت في الصيف مع مناسبة الجو البارد، فهي

<<  <  ج: ص:  >  >>