للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نساءهم وذراريهم وأنعامهم.

مطاردة الكفار وسرية أبي عامر - رضي الله عنه - إلى أوطاس:

وكان سببها أن هوازن لما انهزمت ذهبت فرقة منهم فيهم رئيسهم مالك بن عوف النصري، فلجؤوا إلى الطائف، فتحصنوا بها، وسارت فرقة فعسكروا بمكان يقال له أوطاس، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم سرية من أصحابه بقيادة أبي عامر الأشعري - رضي الله عنه -، وهو عم (١) أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي موسى - رضي الله عنه - أنه قال: لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دُريد بن الصمة فقتل (٢)

دريد، وهزم الله أصحابه، قال أبو موسى - رضي الله عنه -: وبعثني مع أبي عامر فرُمي أبو عامر في ركبته، رماه جُشمي (٣) بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟

فأشار أبو عامر إلى أبي موسى، فقال: إن ذاك قاتلي تراه ذلك الذي رماني، فقصدت له فاعتمدته فلحقته، فلما رآني


(١) وقع عند ابن إسحاق في السيرة (٤/ ١٠٥): ابن عمه، قال الحافظ في الفتح (٨/ ٤٢): والأول - أي رواية الشيخين في صحيحيهما - أشهر.
(٢) اختلف في قاتل دريد بن الصمة: فعند ابن إسحاق في السيرة (٤/ ١٠٣): أنه ربيعة بن رفيع السلمي. وأورد الحافظ في الفتح (٨/ ٤٢): بأن قاتله هو الزبير بن العوام - رضي الله عنه -، وساق الحديث، وقد رواه البزار بإسناد حسن.
(٣) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٤٣): جُشمي: بضم الجيم وفتح الشين: أي رجل من جُشم.

<<  <  ج: ص:  >  >>