قال ابن عباس رضي الله عنهما: العصر هو الزمن، وقال ابن القيم: إن تسمية الدهر عصرًا أمر معروف في لغة العرب (١).
وأقسم الله سبحانه وتعالى بالزمن لأنه مستودع أعمال العباد خيرها وشرها، ولشرفه وعظمته، ففي هذا القسم ينبه الله الخلق إلى قيمة الوقت وما ينبغي عليهم من الاعتناء به والحرص عليه، وقد أقسم الله بأجزاء الوقت في مواضع أخرى فقال:{وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر: ١ - ٢].
وقال:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}[الليل: ١ - ٢]، وقال: ... {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}[الضحى: ١ - ٢] وهذا الزمن أغلى من الذهب والفضة فإنهما يعوضان، وأما الزمن فإنه إذا فات لا يعوض، وعمر الإِنسان الذي لا يتجاوز عشرات معدودة من السنين سيسأل المرء عن كل جزئية من جزئياته، بل إن هذا من أصول الأَسئلة التي توجه له يوم القيامة.
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا تَزُوْلُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ