للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشركين مثل: صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو .. وغيرهم.

ويعتبر هذا الجيش أكبر جيش إسلامي يخرج في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك الحين، ولهذا ساد شعور عند بعض الناس (١) أنهم لن يُغلبوا (٢)

من قلة (٣).

[قصة نبي من الأنبياء]

فلما علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما وقع في قلوب بعض المسلمين من هذا الشعور، وهو الافتخار بكثرتهم والاعتماد عليها، قال لهم: «إِنَّ نَبِيًّا فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَعْجَبَتْهُ أُمَّتُهُ، فَقَالَ: لَنْ يَرُومَ (٤) هَؤُلَاءِ شَيْءٌ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْهُمْ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا


(١) قيل إن القائل: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، وقيل العباس - رضي الله عنه -، وقيل سلمة بن وقش - رضي الله عنه -، وكلها روايات ضعيفة.
(٢) أخرج الإمام أحمد في مسنده برقم ٢٦٨٢ من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة». يعني: لا يهزم جيش قوامه اثنا عشر ألفًا؛ بسبب قلة عددهم إذا صبروا وصدقوا، وقال محققوه: حسن لغيره، وقد اختلف في تصحيحه وتضعيفه وبعضهم يرى إرساله.
(٣) قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره (٤/ ١٢٥): ويوم حنين أعجبتهم كثرتهم، ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئًا، فولوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أنزل الله نصره وتأييده على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المؤمنين الذين معه؛ ليعلمهم أن النصر من عنده سبحانه وتعالى وحده بإمداده، وإن قل الجمع {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٢٤٩) [البقرة:٢٤٩]}. تفسير ابن كثير - رحمه الله - (٧/ ١٦٦)، باختصار.
(٤) رام الشيء: طلبه، انظر لسان العرب (٥/ ٣٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>