للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الحادية والستون: عذاب القبر ونعيمه]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ أَحَدَكُم إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِن كَانَ مِن أَهْلِ الْجَنَّة فَمِن أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِن كَانَ مِن أَهْلِ النَّارِ فَمِن أَهْلِ النَّارِ فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (١).

فهذا الحديث أحد نصوصٍ كثيرة من القرآن والسنة تثبت عذاب القبر ونعيمه، وأنه حق يجبُ الإِيمان به والاستعداد له.

قال تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ} [الواقعة: ٨٨ - ٩٥].

قال ابن كثير: هذه الأحوال الثلاثة هي أحوال الناس عند الاحتضار، إما أن يكون من المقربين، وإما أن يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين، وإما أن يكون من المكذبين بالحق الضالين عن الهدى الجاهلين بأمر الله.


(١) صحيح البخاري برقم (١٣٧٩)، وصحيح مسلم برقم (٢٨٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>