للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الثانية والعشرون: من أهوال يوم القيامة]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

فمن أعظم أهوال يوم القيامة اجتماع الناس في المحشر وانتظارهم فصل القضاء بينهم، وموقفهم فيه طويل، وشديد ومفزع، قال تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين (٦)} [المطففين: ٦].

قال ابن كثير رحمه الله: يقومون حفاة عراة غرلاً (١) (٢) في موقف صعب حرج ضيق ضنك على المجرم ويغشاهم من أمر الله ما تعجز القوى والحواس عنه (٣).

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي اللهُ عنه عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين (٦)} قال: «يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ» (٤). وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا،


(١) أي كما ولدتهم أمهاتهم غير مختونين.
(٢) ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عائشة رضي اللهُ عنها.
(٣) تفسير ابن كثير (١٤/ ٢٨١).
(٤) برقم ٦٥٣١ وصحيح مسلم برقم ٢٨٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>