[الكلمة الرابعة والأربعون: مقتطفات من سيرة سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وأَشهد أن لا إِله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فهذه مقتطفات من سيرة علم من أعلام هذه الأمة، وبطل من أبطالها، وفارس من فرسانها، صحابي جليل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، نقتبس من سيرته العطرة الدروس والعبر، هذا الصحابي شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشهد بدرًا وأحدًا والخندق، وغيرها من معارك المسلمين الفاصلة، أسلم وعمره لم يتجاوز السابعة عشر عامًا، وكان من السابقين إِلى الإِسلام، يقول عن نفسه: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَاّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ (١)، وكان قائدًا لجيش المسلمين في معركة القادسية الشهيرة، وعلى يديه فتحت مدائن كسرى، وهو أول من أراق دمًا في سبيل الله، وأول من رمى بسهم في الإِسلام، وقد فدَاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبويه يوم أحد، عندما رأى شجاعته واستبساله في الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
وهو أحد الستة الذين توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، قال عنه الذهبي: «الأمير أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص