للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمة الثالثة عشرة

فوائد من قصة موسى - عليه السلام -

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..

اشتملت قصة نبي الله موسى - عليه السلام - على فوائد ودروس وعبر كثيرة، فمن ذلك:

«قول الله تعالى ذكره: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧)} [القصص:٧]، جمعت هذه الآية أمرين، ونهيين، وخبرين، ووعدين، ومن هذا النوع في القرآن كثير، بل القرآن كله حسن وأحسن، وليس هذا موضع استقصاء الأحسن.

ومنها قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص:٨]، فهو تعليل لقضاء الله - سبحانه - بالتقاطه وتقديره له، فإن التقاطهم له إنما كان بقضائه وقدره، فهو سبحانه قدر ذلك وقضى به ليكون لهم عدوًّا وحزنًا، وذكر فعلهم دون قضائه لأنه أبلغ في كونه حزنًا لهم وحسرة عليهم، فإن من اختار أخذ ما يكون هلاكه على يديه إذا أُصيب به كان أعظم

<<  <  ج: ص:  >  >>