للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة المئة واثنان: فتنة الدجال]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

فمن الفتن العظيمة التي حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته منها في آخر الزمان فتنة الدجال، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمر قال: قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي النَّاسِ، فَأَثنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَاّ وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلاً لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ» (١).

قال الإمام السفاريني رحمه الله: «وينبغي لكل عالم أن يبث أحاديث الدجال بين الأولاد والنساء والرجال، لا سيما في زماننا الذي اشرأبت فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، واندرست فيه معالم السنن، وصارت السنن فيه كالبدع، والبدعة شرع يتبع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» (٢).

والدجال رجل من بني آدم، له صفات كثيرة، وردت بها الأحاديث لتعريف الناس به، وتحذيرهم من شره حتى إذا خرج عرفه المؤمنون،


(١) البخاري برقم (٦١٧٥)، ومسلم برقم (١٦٩).
(٢) لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٠٦ - ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>