فلا يفتنون به. ومن صفاته أنه رجل أحمر، قصير، أفحج، جعد الرأس، ممسوح العين اليمنى، كأنها عنبة طافية، وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة، أي لحمة تنبت في مقدمة العين، ومكتوب بين عينيه (كافر) يقرؤها كل مسلم، كاتب أو غير كاتب، وهو عقيم لا يولد له.
ويخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان، ويتبعه سبعون ألفًا من يهود أصبهان، قال ابن كثير: «فيكون بدء ظهوره من أصبهان، من حارة بها يقال لها اليهودية، وينصره من أهلها سبعون ألف يهودي، عليهم الأسلحة والسيجان، وهي الطيالسة الخضر، وكذلك ينصره سبعون ألفًا من التتار، وخلق من أهل خراسان، فيظهر أولاً في صورة ملك من الملوك الجبابرة، ثم يدعي النبوة، ثم يدعي الربوبية، فيتبعه على ذلك الجهلة من بني آدم، والطغام من الرعاع والعوام، ويخالفه ويرد عليه من هداه الله من عباده الصالحين، وحزب الله المتقين، فيفر الناس منه إلى الجبال، ويسيرون في الأرض، فلا يترك بلدًا إلا دخله، إلا مكة والمدينة، فقد حرم الله عليه دخولهما؛ لأن الملائكة تحرسهما (١).
وفتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم، وذلك بسبب ما يجريه الله معه من الخوارق العظيمة، التي تبهر العقول، وتحير الألباب، فقد ورد أن معه جنة ونارًا، وجنته نار، وناره جنة، وأن معه أنهار الماء، وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض. ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث، استدبرته الريح، إلى غير ذلك من الخوارق، كل ذلك وردت به الأحاديث الصحيحة، محنة من الله واختبارًا، ليهلك المرتاب، وينجو المتيقن،