للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة الستون: فوائد وحكم من سورة العاديات]

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ:

فإن الله أنزل هذا القرآن لتدبره والعمل به، فقال سبحانه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب (٢٩)} [ص: ٢٩].

وسورةُ العادياتِ من السور القصيرة التي تتكرر على أسماعنا كثيرًا ويحفظُهُا أكثرُ المسلمينَ، ويتأكدُ فهمُ معناها وما تضمنته من الحكم العظيمة، قَالَ تَعَالَى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥) إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود (٦) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيد (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيد (٨) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُور (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور (١٠) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِير (١١)} [العاديات: ١ - ١١].

قَولُهُ تَعَالَى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)} الواو: واو القسم، والمقُسم به هو العادياتُ، وهي الخيلُ المسرعاتُ في سيرها، والضبح: صوتُ أجوافها عند جريها.

قَولُهُ تَعَالَى: {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢)} أي: أنها تُوري النارَ إذا سارت ليلًا بانقداح النار بوقع حوافرها على الحجارة لقوتها وصلابتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>