للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو قتادة - رضي الله عنه - وقتيله:

ونفَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ أبا قتادة الحارث بن ربعي - رضي الله عنه -، سلب رجل قتله، فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا (١)

رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ إِليهِ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَاءِهِ فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -، فَقَالَ: مَا للنَّاسِ؟ قُلتُ: أَمْرُ اللهِ - رضي الله عنهما -، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا (٢)، وَجَلَسَ النَّبِيُ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلْبُهُ»، فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ، فَقُمْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟» فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَسَلْبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ».

فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: لاها الله! (٣) إذًا لا يعمد (٤) إلى


(١) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٧) علا: ظهر.
(٢) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٧): في السياق حذف، بينته الرواة الثانية حيث قال: فتحلل ودفعته، ثم قتلته، وانهزم المسلمون، وانهزمت معهم، فإذا عمر بن الخطاب.
(٣) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٨): المعنى: لا والله.
(٤) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٣٩): أي لا يقصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل كأنه أسدٌ في الشجاعة يقاتل عن دين الله ورسوله فيأخذ حقه ويعطيكه بغير طيبة من نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>