للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة التاسعة والستون: لذة العبادة]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وأَشهد أن لا إِله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

فإن من منح الله لعباده، منحة التلذذ بالعبادة، وأعني بها ما يجده المسلم من راحة النفس وسعادة القلب، وانشراح الصدر عند القيام بعبادة من العبادات، وهذه اللذة تتفاوت من شخص لآخر حسب قوة الإِيمان وضعفه.

قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٩٧].

ويجدر بالمسلم أن يسعى جاهدًا إلى تحصيل لذة العبادة، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لبلال: «قُمْ فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ» (١) لما يجده فيها من اللذة والسعادة القلبية، وإطالته - صلى الله عليه وسلم - لصلاة الليل دليل على ما يجده في الصلاة من الأنس والسرور بمناجاة ربه، وتصديق ذلك في كتاب الله، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَاّ عَلَى الخَاشِعِينَ} [البقرة: ٤٥].

وبكى معاذ بن جبل عند موته فقيل له في ذلك قال: إنما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.


(١) سنن أبي داود برقم (٤٩٨٦)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٤١) برقم (٤١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>