للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة السابعة والثمانون: الاستخارة]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

روى البخاري، والترمذي، والنسائي من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّوْرَةَ مِنَ القُرْآنِ، وَيَقُوْلُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُم بِالأَمْرِ فَليَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غَيْرِ الفَرِيْضَةِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيْرُكَ بِعِلمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيْمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَاّمُ الغُيُوْبِ، اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ، ثُمَّ يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ، خَيْرٌ لِي فِي دِيْنِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَو قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيْهِ، وَإِن كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ - وَيَذْكُرُ الأَمْرَ، وَيُسَمِّيْهِ - شَرٌّ لِي فِي دِيْنِي، وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَو قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْه، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ» (١).

قال ابن أبي جمرة: الحكمة في تقديم الصلاة على دعاء الاستخارة: «أن المراد هو حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة، فيحتاج إلى قرع باب الملك، ولا شيء لذلك أنجع، ولا أنجح من


(١) صحيح البخاري برقم (٦٣٨٢)، وسنن الترمذي برقم (٤٨٠)، والنسائي برقم (٣٢٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>