[الكلمة الواحدة والسبعون: شرح حديث «احفظ الله يحفظك»]
الحمد للَّه والصلاة والسلام على رسول اللَّه وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد،
روى الترمذي في سننه من حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللهُ عنهما قال: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَوْمًا فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ»(١).
هذا الحديث شرحه الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه جامع العلوم والحكم شرحاً عظيماً، ومما جاء في كلامه رحمه الله:
«هذا الحديث تضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفاً من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه».
قوله:«احفَظِ اللَّهَ»: يعني احفظ حدوده وحقوقه وأوامره
(١) ص: ٤٠٩ برقم ٢٥١٦، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.