للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونواهيه وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود اللَّه الذين مدحهم اللَّه في كتابه. فقال: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظ (٣٢)} [ق]. وفسر الحفيظ ها هنا بالحافظ لأوامر اللَّه وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها، ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر اللَّه الصلاة وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة، وحفظ الإيمان وحفظ الرأس ويدخل فيه السمع والبصر واللسان وحفظ البطن ويدخل فيه عدم إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب.

قوله: «يَحفَظكَ»: يعني أن من حفظ حدود اللَّه وراعى حقوقه حفظه اللَّه فإن الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: ٤٠].

وحفظ اللَّه لعبده يدخل فيه نوعان:

الأول: حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} [الرعد: ١١]. قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونه بأمر اللَّه فإذا جاء القدر خلوا عنه.

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر رضي اللهُ عنهما قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>