للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة:٧٤]، وغير ذلك» (١).

[الرؤيا الثانية]

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهْلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا، فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَيْضًا بَقَرًا -وفي رواية: تُذْبَحُ (٢) - وَاللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ النَّفَرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ بَعْدُ، وَثَوَابُ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بَعْدُ يَوْمَ بَدْرٍ» (٣).

«قوله: «وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ»، هذا نص في رؤيته لدار هجرته، ولهذه الحالة الدالة على قضية يوم أُحد كانت منامًا واحدًا، وقد تأول - صلى الله عليه وسلم - السيف هنا بالقوم الذي كانوا معه الناصرين له أخذًا من معنى السيف؛ لأنه به يُنتصر ويُعتضد في اللقاء كما يعتضد بالأنصار والأولياء، وقد


(١) مختصر الكلام في تفسير الرؤى والأحلام للشيخ فهد العتيبي ص ٥٤.
(٢) مسند الإمام أحمد برقم ٢٤٤٥.
(٣) صحيح البخاري برقم ٣٦٢٢، وصحيح مسلم برقم ٢٢٧٢ واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>