يتأول على وجوه متعددة في غير هذا الموضع، فقد يدل على الولد، والوالد، والعم، والعصبة، والزوجة، والسلطان، والحجة القاطعة، وذلك بحسب ما يظهر من أحوال الرائي والمرئي ووقت الرؤيا، وإنما تأول انقطاع صدر السيف بقتل من قتل يوم أُحد لأنهم كانوا معظم صدر عسكره، إذ كان فيهم عمه حمزة وغيره من أشراف المهاجرين والأنصار، فاقتبس صدر القوم من صدر السيف، والقطع الذي رئي فيه قطع أعمار المقتولين، وهزه للسيف هو حملهم إياهم على الجهاد وحثهم عليه.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ»: فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، يعني والله أعلم ما صنع الله لهم بعد أُحد، وذلك أنهم لم ينكلوا عن الجهاد، ولا ضعفوا ولا استكانوا لما أصابهم يوم أحد، لكن جددوا نياتهم وقووا إيمانهم وعزماتهم، فخرجوا على ما بهم من الضعف والجراح، فغزوا غزوة حمراء الأسد، مستظهرين على عدوهم بالقوة والجلد، ثم فتح الله عليهم ونصرهم في غزوة بني النضير، ثم في غزوة ذات الرقاع، ثم لم يزل الله يجمع المؤمنين ويكثرهم ويفتح عليهم إلى بدر الثانية، وكانت في شهر شعبان من السنة الرابعة من الهجرة، وبعد تسعة أشهر ونصف شهر من أُحد، فما فتح الله عليه به في هذه المدة هو المراد هنا.