مقتطفات من أخلاقه وسيرته العطرة - صلى الله عليه وسلم - (٢)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..
«فإن الله أرسل نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين، فأغاث الله به البلاد والعباد، وكشف به تلك الظلم، وأحيا به الخليقة بعد الموت، فهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وكثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، وأغنى به بعد العيلة، وفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا.
وعرف أمته الطريق الموصل إلى ربهم ورضوانه ودار كرامته، فلم يدع حسنًا إلا أمرهم به، ولا قبيحًا إلا نهى عنه، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ذر أنه قال: «لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَا يَتَقلب فِي السَّمَاءِ طَائِرٌ إِلا ذَكَّرَنَا مِنْهُ عِلْمًا» (١).
وعرفهم حالهم بعد القدوم على ربهم أتم تعريف، فكشف الأمر وأوضحه، ولم يدع بابًا من العلم النافع للعباد المقرب لهم إلى