للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنا. فدخل فسأله فقال: «مَنْ هُمَا؟»، قال: زينب، قال: «أَيُّ الزَّيانِبِ هِي؟» قال: امرأة عبد الله، قال: «نَعَمْ، لَهُمَا أَجْرانِ: أَجْرُ القَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ» (١).

[آداب سؤال المرأة لزوجها النفقة]

ينبغي للمرأة حين تسأل النفقة أن تكون عفيفة في سؤالها مؤدبة في طلبها، مراعية لحال زوجها، وأن تختار الوقت والحال الذي يصلح، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ طَلَبَ حَقًّا فَلْيَطْلُبْهُ فِي عَفَافٍ، وَافٍ أَوْ غَيْرِ وَافٍ» (٢).

روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما ذكر قصة بناء إبراهيم الخليل الكعبة جاء فيه: « ... فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقَالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقَالَتْ نَحْنُ بِشَرٍّ، نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا، فَقَالَ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا،


(١). صحيح البخاري برقم (١٤٦٦)، وصحيح مسلم برقم (١٠٠٠).
(٢). سنن ابن ماجه برقم (٢٤٢١)، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (٢/ ٥٤) برقم (١٩٦٥) من حديث ابن عمر وعائشة - رضي الله عنهما -.

<<  <  ج: ص:  >  >>