للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلمة التسعون: تأملات في سورة التين]

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ:

فإن الله أنزل القرآن العظيم لتدبره والعمل به قَالَ تَعَالَى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} [محمد: ٢٤]، ومن سور القرآن العظيم التي تتكرر على أسماعنا ونحن بحاجة إلى تدبرها ومعرفة ما فيها من الحكم العظيمة والفوائد الجليلة سورة التين.

قَالَ تَعَالَى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون (١) وَطُورِ سِينِين (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِين (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم (٤) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِين (٥) إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون (٦) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّين (٧) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِين (٨)} [التين: ١ - ٨].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ البَرَاءِ ابنِ عَازِبٍ رضي اللهُ عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ» (١). فَمَا سَمِعتُ أَحَدًا أَحسَنَ صَوتًا مِنهُ.

قَولُهُ تَعَالَى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون (١)} قال ابنُ عباسِ والحسنُ


(١) «صحيح البخاري» (برقم ٧٦٧)، و «صحيح مسلم» (برقم ٤٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>