للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتن أي يكون الشام يومئذ آمنًا منها، وأهل الإسلام به أسلم (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقًا على المناقب السابقة من الكتاب والسنة وآثار العلماء: «وهي أحد ما اعتمدته في تحضيضي للمسلمين على غزو التتار وأمري لهم بلزوم دمشق ونهيي لهم عن الفرار إلى مصر، واستدعائي للعسكر المصري إلى الشام، وتثبيت العسكر الشامي فيه، وقد ظهر مصداق هذه النصوص النبوية على أكمل الوجوه في جهادنا للتتار، وأظهر الله للمسلمين صدق ما وعدناهم به وبركة ما أمرناهم به، وكان ذلك فتحًا عظيمًا ما رأى المسلمون مثله مثل صرح مملكة التتار التي أذلت أهل الإسلام فإنهم لم يهزموا أو يغلبوا كما غلبوا على باب دمشق في الغزوة الكبرى التي أنعم الله علينا فيها من النعم بما لا نحصيه خصوصًا وعمومًا.

يشير بذلك إلى معركة شقحب (٢) سنة (٧٠٢ هـ) في شهر رمضان التي انتصرت فيها الجيوش المصرية والشامية بقيادة الملك الناصر قلاوون وحضور الخليفة وسكان دمشق على التتار» (٣).

وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.


(١) «النهاية في غريب الحديث والأثر» (٣/ ٢٧١).
(٢) شقحب: عين ماء حولها مرج جنوبي دمشق على يمين الذاهب إلى حوران بعد الكسوة.
(٣) «مناقب الشام وأهله» لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص: ٨٦ - ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>