للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد الله بن المبارك:

يَا عَابِدَ الحرَمْيِن لَوْ أَبصْرتَنَا ... لعلمت أنك في العِبَادَةِ تلعبُ

من كان يخضبُ خَدَهُ بدمُوعِهِ ... فَنُحُوُرُنَا بدمائِنا تتخَضبُ

أو كان يُتعِبُ خَيْلَهُ في بَاطِلٍ ... فخُيولُنَا يومَ الصبيحةِ تتعبُ

ريحُ العبِيرِ لَكُمْ ونَحْنُ عَبيرُنا ... رَهج السنابِكِ والغُبارُ الأطيبُ

ولقد أتانا من مقَالِ نبيِّنَا ... قَولٌ صَحيحٌ صَادقٌ لا يَكْذِبُ

لا يَستَوي غُبارُ خَيل الله في ... أَنْفِ امرِئٍ ودُخانُ نارٍ تَلهَبُ

هذا كِتَابُ الله يَنطِقُ بَيْنَنَا ... لَيْسَ الشَّهِيدُ بمَيِّتٍ لا يَكْذِبُ

[ونذكر إخواننا المرابطين في سبيل الله بالأمور التالية]

١ - الإخلاص لله: فيخلص المرابط نيته لله وينوي بمرابطته الدفاع عن دين الله وإعلاء كلمته، ودحر الكفرة والمشركين، والدفاع عن مقدسات المسلمين وأعراضهم، ففي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله» (١).

وإن مات فترجى له الشهادة، قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ


(١). صحيح البخاري برقم ٢٨١٠، وصحيح مسلم برقم ١٩٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>