الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..
«فإن الدين الإسلامي الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - أكمل الأديان وأفضلها وأعلاها وأجلها، وقد حوى من المحاسن والكمال والصلاح والرحمة والعدل والحكمة ما يشهد لله تعالى بالكمال المطلق، وسعة العلم، والحكمة، ويشهد لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه رسول الله حقًّا، وأنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)} [النجم:٤]» (١).
ومن محاسنه العظيمة وجود بدائل لكل عمل صالح، وقد يعجز المرء المسلم عن أدائه لمرض، أو فقر، أو شغل، أو تميل نفسه إلى نوع آخر من العبادة هو لها أنشط، وعليها أقدر، فلا أحد من أهل هذه الملة السمحاء مغبون أبدًا إلا أن يكون تقصيره من نفسه، وكلما كان العبد في دين الله أفقه، كان
(١) الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي للشيخ عبدالرحمن السعدي ص ٣٨٩.