للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصديق على الصحيح من أقوال أهل العلم لقوله - صلى الله عليه وسلم - «يَخْرُجَانِ بَعْدِي» أي بعد وفاتي. والله أعلم» (١).

[الرؤيا الرابعة]

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ»، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «العِلْمَ» (٢).

قال المهلب: اللبن يدل على الفطرة والسنة والقرآن والعلم.

قال ابن حجر - رحمه الله -: «وقد جاء في بعض الأحاديث المرفوعة تأويله بالفطرة كما في حديث الإسراء والمعراج» (٣).

«وذكر الدينوري أن اللبن المذكور في هذا يختص بالإبل، وأنه أشار به إلى مال حلال وعلم وحكمة، قال: ولبن البقر خصب السنة، ومال حلال وفطرة أيضًا، ولبن الشاة مال وسرور وصحة جسم، وألبان الوحش شك في الدين، وألبان السباع


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي (٦/ ٣٤ - ٤٥).
(٢) صحيح البخاري برقم ٨٢، وصحيح مسلم برقم ٢٣٩١.
(٣) فتح الباري (١٢/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>